شجرة أرغان لاتزرع ولاتنمو ولاتثمر إلا في منطقة سوس جنوب غرب المغرب
حبات argan و الزيت المستخلصة منها
علاقة شجرة أرغان بمكانها مثل علاقة الانسان بوطنه هذه الشجرة لاتزرع ولاتنمو ولاتثمر إلا في منطقة سوس جنوب غرب المغرب. وعلاقة شجرة أرغان بتربة سوس ومناخها تؤكد انه لأول مرة في الكون انه لايمكن لزهره ان تثمر خارج فضائها المتفرد، فقد حاول خبراء الطبيعة والزراعة والماء ان يستنسخوا هذه الشجرة في أي مكان من العالم بدرجات مماثلة من الحرارة والعناية غير انها استعصت على الاستنساخ وفشلت المحاولات كلها في استنباتها في غير تربتها في منطقة سوس المغربية.
هذه الشجرة العجيبة تطاوع الانسان والحيوان في خط بياني فريد فالماعز يقتات من شجرها والجمال تقتات من وريقات شجرها والانسان يتغذى من زيتها الذي يسمى زيت الارغان.
يستخدم زيت الارغان في حالات كثيرة لتدليك الشعر والجلد وكمرهم للوجه ويستخدم في المطبخ لتحضير بعض المأكولات الشعبية، كذلك يعطى بضع قطرات للمولود الجديد. هذا الزيت يعتبر مادة اساسية ومهمة في هذه المنطقة كما انه يعتبر رمز الحياة حيث تنظر اليه القرويات ذات الاصول الامازيغية بمنزلة غيث يخضر المكان القاحل فيشعر المرء بوجود عشق لاحدود له بين قرويات سوس ونبتة ارغان لأن مفعولها يتجاوز التغذية نحو العلاج ويعتبرن شجرة ارغان مباركة النشأة والاستمرار كونها حاضرة في الحياة والتقاليد والمستقبل.
انتقلت شهرة زيت ارغان الى اوروبا ووصل الى أسواق بلجيكا وهولندا وفرنسا، لاسيما ان الابحاث العلمية اثبتت نجاعة هذا الزيت في مقاومة امراض مستعصية مثل التمزقات الجلدية والعقم والاجهاض المبكر. وان استخدام زيت ارغان سيتسع الى مجال التجميل والتدليك وإزالة آثار الشيخوخة، ومازالت البحوث مستمرة داخل المغرب وخارجه للكشف عن أسرار زيت الارغان التي خبرت قرويات سوس الامازيغيات فعاليته في الطب التقليدي المغربي منذ قرون. هذا كله أدى الى زيادة عدد السياح من أوروبا والدول العربية الذين يطالبون بزيت الارغان ومشتقاته لمعرفتهم بفوائده الطبية الكثيرة.
هذا وقد استطاعت النسوة في منطقة سوس تأسيس جمعية تعاونية خاصة لتحضير زيت الارغان بعد تنقية الجوز وتقشيره وذلك بالتعاون مع السفارة الكندية واليابانية وهذه الجمعية أمنت فرص عمل للعديد من النساء القرويات في تلك المنطقة حيث يقمن باستخراج زيت الارغان وتعليبه ليصدر الى عدد من الاسواق الاوروبية مثل بلجيكا وهولندا وفرنسا.